أعلنت حكومة إقليم كردستان، اليوم الأحد، عن تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الاثنين 14 تموز 2025، في عموم المحافظات التابعة للإقليم، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لثورة الرابع عشر من تموز، التي تُعد واحدة من أبرز المحطات المفصلية في تاريخ العراق الحديث.
وجاء في بيان مقتضب صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الإقليم:
"يُعلن يوم غد الاثنين عطلة رسمية في إقليم كردستان، بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 14 تموز 1958".
إحياءٌ لثورة شكّلت مفترق طرق في تاريخ العراق
تحمل ثورة 14 تموز 1958 رمزية كبيرة في الوجدان العراقي، إذ مثّلت لحظة تاريخية أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية، بقيادة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، لتفتح باب التحولات السياسية والاجتماعية في البلاد.
وكان للثورة تأثيرات عميقة لا تزال آثارها حاضرة حتى اليوم، حيث ألغت الملكية، وأنهت النفوذ البريطاني، ووضعت العراق على مسار السيادة الكاملة، مع تبنّي سياسات إصلاحية في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والزراعة، والعدالة الاجتماعية.
قرار العطلة يشمل جميع محافظات الإقليم
يشمل قرار العطلة الرسمية كل من أربيل، السليمانية، دهوك، وحلبجة، إلى جانب الدوائر والمؤسسات التابعة لحكومة الإقليم، باستثناء الجهات الخدمية الطارئة التي ستواصل عملها لضمان استمرارية الخدمات العامة.
وتُعد هذه الخطوة تأكيدًا من حكومة كردستان على أهمية إحياء المناسبات الوطنية الجامعة، التي تُجسّد وحدة التاريخ العراقي رغم تنوع مكوناته، وتعزز القيم التي نادت بها الثورة من كرامة وطنية، وعدالة اجتماعية، واستقلال القرار السياسي.
دعوة للتأمل في الماضي واستشراف المستقبل
وبينما يحتفل المواطنون بهذه الذكرى، تدعو العديد من الأصوات الثقافية والسياسية إلى جعل المناسبة فرصة للتأمل في التجربة السياسية العراقية الممتدة منذ عام 1958، واستلهام الدروس منها في ضوء التحديات الراهنة التي تواجه البلاد، لاسيما في ما يتعلق بمفاهيم الحوكمة، والديمقراطية، والعدالة.
وتؤكد الفعاليات المرافقة لإحياء الذكرى في كردستان على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية المشتركة، وتمريرها إلى الأجيال الجديدة، من خلال الفعاليات الثقافية والندوات التوعوية التي تنظمها المؤسسات الرسمية والمدنية على حد سواء.
✍️ خاتمة
في وقتٍ يمر فيه العراق بتحولات داخلية وإقليمية معقّدة، تبقى ذكرى ثورة 14 تموز مناسبةً ملهمة تُذكر الجميع بأهمية السعي نحو بناء دولة مدنية، عادلة، مستقلة القرار، تحترم تطلعات شعبها وتؤمن بالعيش المشترك، وهي القيم التي لا تزال حاضرة في وجدان العراقيين حتى اليوم.
هل ترغب أن أجهّز لك الآن وسوم SEO للمقال وصورة مرافقة وعنوان فرعي جذاب للنشر؟
إرسال تعليق